
اجتماع بين وزير الدفاع (أرييل شارون) وبشير الجميل في المركز الرئيسي للقوات اللبنانية في بيروت، 8 تموز 1982
الحاضرون: وزير الدفاع، الجنرال يريف، الجنرال تامير، يوري دان، ممثل الموساد، مدير عام وزارة الخارجية، بشير الجميل، جان نادر، وزير الإعمار اللبناني، إيلي حبيقة
ملاحظة: دوّن ممثّل الموساد المحادثة كاملة. ما يأتي، ملاحظات لا أكثر:
1. تحدث العميل بشير الجميل عن اجتماع مثير للإعجاب عقده للتو مع وفد من كبار الشخصيات المسلمة من صيدا وغيرها.
2. كرر شارون موقفنا في ما يتعلق بالتسوية السياسية: اعتراض على مكتب لمنظمة التحرير الفلسطينية وأي حضور عسكري، إلخ. أما في ما يتعلق بالقوة المتعددة الجنسيات ، فقد اعترض على اقتراح بشير وجوني عبده القاضي بنسف الفكرة كاملة المتعلّقة بإدخال القوة.
4. استفسر العميل بشير الجميل عمّا إذا كنّا سنعارض استقدام جرّافات إلى مخيّمات اللجوء في الجنوب بهدف إزالتها، كي لا يبقى اللاجئون في المكان. أجاب وزير الدفاع بأن هذا ليس شأننا: نحن لا نرغب في التعامل مع الشؤون الداخلية اللبنانية.
5. أعرب شارون عن أمله بأنه بعد إنشاء حكومة قوية في لبنان، سيجري التوصّل إلى اتفاق سلام. في هذا الوقت، على الرغم من أنه لا توجد علاقات مع الأردن، إلا أن أكثر من 1.2 (مليون) شخص عبروا الجسرين خلال العام الماضي. سأل ما إذا كان يجب وضع ترتيب مماثل في ما يتعلق بلبنان - حركة للسكان في الاتجاهين بين "إسرائيل" ولبنان يمكن أن تخلق الزخم للسلام. بشير ابدى دعمه، لهذه الفكرة وجرى الاتفاق على أنه سيجري تفحّصها.

عنوان الوثيقة: محضر اجتماع بين وزير الدفاع (أرييل شارون) وبيار الجميل وبشير الجميّل في مكتب بشير الجميل في اﻷشرفية
المشاركون: رجال بشير، ممثلون عن الموساد، أوري دان، الميجور شامير
شارون : لقد وضعنا الخلفية، نحن هنا في بيروت بحسب اتفاقنا في كانون الثاني/ يناير هذا العام. كيف تتحضّرون لحكومة قوية ومستقرّة؟
العميل بيار الجميل : إن الله أرسلكم إلينا. خلال السنوات السبع أو الثماني الماضية، خذَلَنا الجميع. الأميركيون والأوروبيون كانوا يخافون حرق أيديهم هنا. كان ضرورياً أن تفعلوا ما فعلتم. لقد أتيتم وأنقذتمونا. خلال العامين الماضيين، انتظرنا بيأس. من دون مساعدتكم، لكنّا اختفينا.
أشعر بأنكم لستم راضين عن موقفنا. ربما توقعتم تعبيراً أكبر عن الفرح وحماسة أكبر لدى وصولكم. على الرغم من أننا لم نعبّر عن ذلك ظاهرياً، أريدك أن تعرف أن قلوبنا تطير من الفرح. حتى لو أنّكم تعملون وفقاً لما تقتضيه مصلحتكم، فإنّكم قدّمتم لنا خدمة. كما نتفهّمكم، يجب أن تتفهمونا، من أجل مصلحتنا ومصلحتكم. لبنان هو الجسر الأفضل لدخولكم إلى العالم العربي. هذا في مصلحتكم أيضاً. من المستحيل أن نحيا، حاملين السلاح إلى الأبد. يجب أن تبقى" إسرائيل" إلى الأبد، ويجب إيجاد حلّ للوجود السلميّ. أنتم جُدد في هذه المنطقة. صراعنا من أجل الاستقلال عمره 400 عام. أعتقد أننا نجحنا في ذلك. لذلك - أتمنّى أن تتفهّم - سعادتنا كبيرة، حتى لو لم نستطع إظهار ذلك بشكل واضح. نحن نفهم الوضع بشكل أفضل في العالم العربي، لذا نعتقد أن التعبير الواضح عن فرحنا سيكون مؤذياً. (يهمس بشير في أذنه حينها)، لقد عدتم بعد مئات السنين. نحن بقينا هنا، لكنّنا نتصارع مع المشاكل ذاتها تقريباً. يمكننا النجاة والبقاء هنا بفضل وجودكم في المنطقة.
شارون: شكراً لقدومك. كفتىً، أذكرك بصراعك من أجل لبنان حرّ. كان يجب أن آتي لأراك،
العميل بيار الجميل: لقد زرت "إسرائيل" مرّات عدّة. تأثّرت كثيراً. خلال إحدى زياراتي، زرت مدرسة أثارت إعجابي جداً. كانوا يعلّمون الأولاد هناك عن جمال الحياة.
شارون: لقد تعلّمنا كيف نستخدم القوة التي لدينا، ولكننا لسنا نحن بعد. استخدام القوة هو ما أوّد أن أناقشه معك. أودّ أن أشير إلى الظروف الخاصة التي في متناولنا. نفهم مشاكلكم، وسنتوصّل إلى تفاهم أفضل. لديّ مشاعر صداقة دافئة تجاهكم، وأؤمن بإقامة العلاقات بين لبنان الحرّ "وإسرائيل".
نحتاج إلى تعاونكم - هذا بحاجة إلى إصرار. قبل شهرين، كان هناك فرصة أمامكم لتحرير عاصمتكم. ذلك لم يحصل. كان أسهل بالنسبة إلينا. لم يحصل ذلك، لكننا فهمنا لماذا. برأيي، كان موقفكم أفضل لو أنكم قد تصرّفتم.
العميل بيار الجميل: اسمح لي أن أقاطعك. ماذا كنّا سنفعل؟ كان ذلك سيكون مزعجاً أكثر منه مفيداً. لست عسكرياً، لكنّي أعتقد أن موقفنا خدم الهدف المشترك بنحو أفضل مما لو كنّا تورّطنا.
شارون: عليك أن تفهم أنّ "إسرائيل" دولة ديموقراطيّة. هناك أشخاص يعملون هنا منذ 60 يوماً، ووضعهم الاقتصادي مدمّر. خلال أيام سنتعرّض لضغوط دولية على شكل «أنتم أردتم إخراج الإرهابيين من بيروت. ها قد خرجوا. أخلوا المباني الآن». لن يكون لدينا ردّ على ذلك. علينا أن نجيب لماذا نحتفظ بقطاع في جنوب لبنان مساحته بين 40 - 50 كلم. هذا حزام أمان.قد يساعدنا تعهّد لا لبس فيه بأن (اللبنانيين) سيوقّعون اتفاق سلام مع "إسرائيل". خلافاً لذلك، لن يكون لدينا حجّة. ما لم يجرِ التصريح بأوضح العبارات بأنه سيُوقَّع اتفاق سلام من قبل "إسرائيل"، فلن نتمكّن من البقاء في منطقة بيروت. في سيناء، انتظرنا السلام لسنوات، لقد سألتم سابقاً عن مصير مخيّمات الفلسطينيين بعد انسحاب الإرهابيين. إذا لم تنتظموا من أجل دخول هذا المكان، فستواجهون المشكلة ذاتها. من غير المعقول أن تعودوا إلينا وتقولوا لنا إننا ارتكبنا خطأً، يجب أن ندخل إلى المخيمات ونتولّى أمرهم. حال الانتهاء من إجلاء الإرهابيين، لن نتمكّن من فعل شيء، وسيكون من الخطأ أن تطلبوا منّا ذلك. عليكم أن تتصرّفوا. عليكم أن تعلنوا على الفور إبرام معاهدة سلام مع إسرائيل، وحتى تتخلّصوا من الإرهابيين، عليكم تطهير المخيمات. بحيث يكون من الممكن إقامة علاقات موثوقة بعد أن نتكبّد 2500 ضحيّة، عليكم أن تفعلوا شيئاً، اقرعوا الأجراس! صرّحوا عن الالتزامات. (......) ربما قلت أشياء صعبة، ولكنّها تخرج من قلبي، بين الأصدقاء. هذا ما أشعر به وما أؤمن به. قلت هذه الأشياء مع علمي بالموقفين الداخلي في "إسرائيل"، والدولي.
مجموعة من عملاء القوات اللبنانية على راسهم الخائن الاول بشير الجميل برفقة اسيادهم الصهاينة اثناء حصار بيروت 1982
العميل بيار الجميل: أنا أفهم خطابك تماماً، وأشكرك على هذه الكلمات. نحن على علم بردود الفعل داخل "إسرائيل". من المهمّ أن يفهم شعب "إسرائيل" أننا نقف إلى جانبه. سجّلنا موقفكم. أودّ أن تفهموا موقفنا السياسي والدبلوماسي. نحن في خضمّ عمليّة سياسية وانتخابات رئاسيّة، ونؤمن بأن كل شيء سيتغيّر. بشير هو المرشّح. في حال انتخاب بشير، سيُعلَنُ عصرٌ جديد في المنطقة. على العرب أن يفهموا أننا نريد أن نكون لبنانيين. سياستنا ستتغيّر برمّتها عندما تنبثق جمهورية جديدة، كل شيء سيتغيّر، كل شيء سيكون ممكناً. مصالحنا متطابقة. أطلب مجدداً إن كان لديكم ملاحظات، من المهم بالنسبة إلينا أن نسمعها بصراحة تامة.
العميل بيار الجميل يغادر الاجتماع، ويتبع ذلك حوار مع بشير.
شارون: ماذا عن الأميركيين؟
العميل بشير الجميل: هناك تفهّم كامل الآن، لقد رتَّبت لنا ذلك منذ نحو عام.
شارون: والسعوديون؟ هل هم منخرطون؟
العميل بشير الجميل: كلا، لقد استخدموا نفوذهم في ما يتعلّق بالمسلمين في بيروت. الأميركيون يستغلّون ذلك أكثر. حبيب أخبر صائب سلام، في أكثر من مناسبة، أنه يلعب بالنار. السوريون منعوا دخول أعضاء في البرلمان. لذا، كانت هناك خشية من ألّا يكتمل النصاب. أردت طرح هذه المسألة عليك، وسؤالك عمّا ينبغي فعله في حال حصول ذلك؟ هل أطلب من سركيس الاستقالة؟
شارون: ماذا ستفعلون بشأن مخيمات اللاجئين؟
العميل بشير الجميل: نخطّط لحديقة حيوان حقيقية.
شارون: هل تعتزمون الدخول إلى بيروت الغربية؟
العميل بشير الجميل: هناك مشكلة بشأن «المرابطون». لقد عرضوا للتوّ توزيع 40 ألف بندقية كلاشنيكوف. تخيّل ما سنجده في المدينة اذا حاولنا الدخول دون دعمكم. وماذا سيحصل اذا فشلنا، يجب أن نناقش ذلك. إذا جرى انتخابي يوم الاثنين، فسندير شؤون الدولة ونتعامل معهم ( المرابطون) مع التنسيق معكم
رافئيل أيتان قائد قوات العدو الصهيوني يشرح للعميل بشير الجميل خطة اقتحام بيروت
ناحيك: نطلب منكم مجدداً ألّا تفعلوا شيئاً من شأنه أن يعقّد إجلاء (الإرهابيين). جدولكم الزمني يسمح لكم بتأجيل الأنشطة إلى ما بعد إجلائهم.
شارون: لا تتّخذ أي إجراء من دون التنسيق معنا.
العميل بشير الجميل : أعدك بذلك.