حذر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية محمد محدثين لـ"الحياة" من أن "السعودية هي الهدف الاستراتيجي الأخير الذي يستهدفه النظام الإيراني، ويخطط له".
ولفت الى أنه "في منتصف الثمانينات نشرت قوات الحرس الإيراني خريطة كانت تظهر بوضوح الهيمنة على العراق، ومن هناك إلى سائر الدول في المنطقة، وكان واضحاً منذ البداية أن المملكة العربية السعودية كانت الهدف الاستراتيجي النهائي"، مشددا على أنه "إذا تخلت إيران عن العراق، فإنها لن نتخلى عن نجد والحجاز"، مضيفاً: "لكن لسوء الحظ، ومع غزو العراق للكويت وفتح أبواب العراق على النظام الإيراني، فإن الحلم المشؤوم للنظام تحقق، إذ حول سوريا واليمن ولبنان إلى ساحات لسفك الدماء".
وكشف محدثين جانباً من قدرات المقاومة من أجل الإطاحة في نظام طهران الحالي واستبداله بـ"البديل الديمقراطي" بحسب وصفه، مضيفاً : "منظمة مجاهدي خلق الإيرانية تمتلك 53 عاما من السجل النضالي ضد دكتاتوريتي الشاه والملالي، وتحتل موقعاً محورياً في تحالف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وتتحلى بجملة ميزات فريدة تؤهلها الى أن تكون البديل الوحيد المؤهل للنظام الحاكم في طهران".
واشار إلى أن "النظام الإيراني خلال أربعة عقود من حكمه ألحق أكبر قدر من الخسائر في إيران، وتلقى المسلمون من الشيعة والسنة أشد الضربات من هذا النظام، اذ تضاهي جرائم هذا النظام في تاريخنا جرائم الغزو المغولي"، موضحاً أن "النظام الإيراني لا يفكر في شيء سوى الحفاظ على سلطته التي باتت الآن عرضة لخطر داهم"، مضيفا: "جرت خلال حكم الملالي 120 ألف عملية إعدام سياسي في إيران، شملت 90 في المئة من هؤلاء أعضاء ومناصري منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، كان بينهم شبان وفتيات بأعمار 13 عاماً، وطاعنون في السن من الرجال والنساء بأعمار تراوح بين 70 و80 عاماً"، مشيراً إلى أن "سياسة النظام الإيراني تسعى صراحة إلى الوقيعة بين الشيعة والسنة، وزرع الكراهية بين الإيرانيين والعرب، أو الفرس، وغير الفرس، وإثارة الصراع بين الكرد والعرب، لفرض سيطرته على المنطقة، ولأجل فهم هذا الموضوع، يكفي إدراك حقيقة أن النظام الإيراني والحكومة العراقية والنظام السوري ساهموا في إنشاء وتعزيز تنظيمي داعش والقاعدة، ولو لم يكن النظام الإيراني وسياساته، لما كان التنظيمان وصلا إلى هذه الدرجة من القوة".