وذكرت الصحيفة انه تكفي الحريري رسالة استقبال السعوديين للنائب السابق وليد جنبلاط وتحديداً اللقاء بينه وبين ولي العهد. صارت للرياض حساباتها و"أحصنتها الرابحة". جعجع بالنسبة إلى السعودية "رجل ثقة صادق وثابت على مواقفه". في المقابل، يتصرف رئيس الجمهورية على قاعدة أن السعودية تعمل ضد العهد وأنها تقدم لرئيس القوات دعماً معنوياً وسياسياً ومادياً، "وإذا تجاوب الحريري مع فكرة أوسع تمثيل للقوات، يعني رضوخه للقوات والسعوديين، وفي المقابل، سيكون ثمن الرفض تأخير تشكيل الحكومة، وهو بحد ذاته يشكل ضربة للعهد واستنزافاً له على عتبة دخول عامه الثالث. والنقطة الثانية التي تسعى إليها السعودية لتطويق العهد تتمثل بإعادة إحياء فريق الرابع عشر من آذار، على رغم قول جعجع في مجلس خاص إن 14 آذار ماتت في العام 2011 يوم غادر الحريري لبنان وفقدت هذه القوى عمودها الفقري القوي، وبالتالي، لم تعد تنفع كل وسائل الإنعاش، خصوصاً أن جنبلاط أعاد تموضعه خارج 14 آذار والحريري نسج تحالفات مختلفة عن تحالفاته السابقة في الانتخابات النيابية، ما يعني بحسب جعجع، الحاجة إلى تحالفات جديدة وليس إعادة إحياء تحالفات قديمة.
وعلى رغم كون حصة القوات ليست الوحيدة أمام الحكومة مع وجود عقبات درزية وسنية غير أن أي طرف لم يتحدث عن صعوبات جوهرية تعتري تشكيل الحكومة، لكن في المقابل لا أحد يحكي عن تشكيلها. ينتظر الحريري نتائج لقائه مع ولي العهد محمد بن سلمان في روسيا على هامش احتفالات البدء بكأس العالم لمباراة كرة القدم حيث دعا الرئيس الروسي بوتين ما يقارب 300 شخصية عالمية احتفاء بالمناسبة. قد يزيد هذا اللقاء إن حصل من حيرته أكثر مما يساعده على حلّ عقدة الحكومة، ليعود إلى لبنان ويكون في انتظاره رئيس جمهورية شبه متأكد أن "ما يفعله السعوديون موجه ضدي" ويجب ألا يرضخ له.