كشفت مصادر امنية وقضائية عبر صحيفة "الأخبار" أن " الممثل المسرحي زياد عيتاني تراجع عن جزء من الرواية التي قدّمها بشأن علاقته بكوليت، ضابطة الاستخبارات الاسرائيلية المفترضة، التي تولّت تشغيله لجمع المعلومات عن سياسيين وإعلاميين"، مشيرة الى أن "آخر ما قاله للمحققين أنه لم يتلقّ منها اموالاً، وانه عمل لحسابها مجاناً، بعدما ابتزّته بفيديوهات جنسية تمكّنت من الحصول عليها منه، بداية علاقتهما، عندما لم يكن يعلم أنها اسرائيلية".
ولفتت الى أن "زياد أخبر المحققين أنه خاف خوفاً شديداً من فكرة أن تُسرِّب الخبر، فرضخ لها وبدأ يتجاوب معها. وذكر أنّ طلبها الأول كان تزويدها بمعلومات عن التوزيع الديموغرافي في بيروت، وتحديداً في الطريق الجديدة والبسطة ومناطق الأكثرية المسلمة والأكثرية المسيحية، ومناطق النفوذ السنّي والنفوذ الشيعي. وكانت تسأله عن حياته الشخصية ووضعه المادي وعن خدمته في الجيش اللبناني (خدمته الإلزامية)، والأسلحة التي استخدمها وخبرته العسكرية. وفي آب من عام 2016 أبلغته أنّ مهمته الأساسية الاتصال بشخصيات سياسية مؤثرة من خلال مستشاريهم والمقربين منهم. وطلبت إليه أن يختار أهدافه ممن لا يحبون العنف والحروب وأن يكونوا ليبراليين داعمين للسلام وتشكيل لوبي سياسي وإعلامي فاعل يروّج للسلام".
واعتبرت المصادر القضائية أن "دوافع عيتاني للتعامل مع العدو استوقفت المحققين، ولا سيما أنّ إفادته كانت غير مقنعة ومجتزأة، بحسب لجهة ادعائه أنه كان خائفاً من نشر تسجيلات صوتية فحسب. سُئل لماذا لم يُبلغ الأجهزة الأمنية لمساعدته، فردّ بأنّه اعتقد أنّه ذكي وأنّ بإمكانه التلاعب بها"، كاشفة أن "تركيز المحققين على هذه النقطة أدى إلى اعتراف زياد بأنّه وقع ضحية ابتزاز بفيديوهات جنسية كان قد التقطها لنفسه خلال محادثات مصوّرة بينه وبينها. وبدأت تُخضعه تحت وقع التهديد بفضح صوره الحميمة ونشر محادثاته المسجّلة التي كان يزوّدها فيها بمعلومات عن صحفيين وسياسيين. وذكر أنّها أبلغته أنّ اسمها كوليت فيانفي، وبدأت تطلب منه بصيغة الأمر التقرّب من السياسيين ومستشاريهم الإعلاميين وبعض الإعلاميين البارزين من داعمي السلام في الشرق الأوسط".