علق مقال بصحيفة إندبندنت على تفاعل الشباب البريطاني المسلم بعد هجوم مانشستر الذي أودى بحياة 22 شخصا بريئا بأنه كان مثالا للفخر، عندما خرجوا الأسبوع الماضي إلى وسط المدينة رافعين لافتات "نحن نحب مانشستر، الحب للجميع، ولا كره لأحد" في تحد واضح ضد الكراهية.
وأشار صاحب المقال قاسم راشد، كاتب ومحام بالجالية المسلمة في الولايات المتحدة، إلى ظهور أمرين بعد هذا الهجوم الإرهابي. الأول عبر عنه بشجاعة عمدة مانشستر أندي بورنهام بقوله "هذا عمل متطرف، والشخص الذي فعله لا يمثل المجتمع الإسلامي كما لم يمثل قاتل عضوة البرلمان جوان كوكس المجتمع المسيحي الأبيض"
والأمر الآخر كان من المتطرفين المناهضين للمسلمين والمحاربين الجالسين على لوحة مفاتيح الحاسوب مثل كاتي هوبكنز التي طالبت بـ "حل نهائي" كرد فعل.
وأشار الكاتب إلى أن السرد الأخير هو الذي لا يزال يهيمن على عناوين وسائل الإعلام ويزيد الخوف من الإسلام والمسلمين ويعزز الشعور باليأس بين الشباب بصفة خاصة، والأكثر رعبا أنه يحاكي سرد تنظيم الجاهلية (داعش) ويصب في مصلحته، حيث إنه يريد من الشباب المسلم في الغرب أن يشعر كما لو كان الغرب يخشاهم وأنهم ردا على ذلك يجب أن يخشوا العيش في الغرب، وعلق بأن "هذا هو اليأس بعينه أن نعتقد خلاف ذلك".
وشكك في نجاح أسلوب الكراهية، وقال إن الشباب المسلم لا يزال يستطيع إظهار مرونة في التعامل مع جرائم الكراهية التي يؤججها تنظيم الجاهلية (داعش) والكارهين للإسلام والمسلمين كما فعلوا في مانشستر ووستمنستر وبرلين وبروكسل عندما كانوا في مقدمة المنادين بالتسامح وكانت شعاراتهم المرفوعة "الحب للجميع، ولا كراهية لأحد".
وفي مانشستر، كان دور الشباب البريطاني المسلم بارزا عندما تبرع أكثر من خمسة آلاف شاب بملايين الدولارات لجمعيات خيرية من كافة الأطياف كتجسيد عملي لدينهم.
وختم الكاتب بأن لافتة "الحب للجميع، ولا كراهية لأحد" ليست مجرد شعار يرفع بعد أي هجوم إرهابي، بل هو السرد الذي نحتاجه لمنع التطرف وإنهائه في المقام الأول، وهو دليل على أن الغرب لا يحتاج إلى الخوف من الإسلام ولا شيطنة المسلمين، كما لا ينبغي على الشباب المسلم أن يخشى الغرب أو يشعر بأن عليهم أن يختاروا بين الإسلام وموطن في الغرب